"خلينى أقول لكم حاجة تسعدكم، تصوروا إن أنا لا أجد وقتا لافتتاحات تسعدكم، والله والله احنا مش لاقيين وقت لافتتاح مشاريع جديدة تسعد المصريين" هذا ما قاله فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي فى مؤتمر الشباب السابع الذى عقد مؤخرا فى العاصمة الإدارية الجديدة وبالتحديد فى فقرة أسأل الرئيس التى تعتبر درة تاج فقرات مؤتمرات الشباب والتى باتت من أهم ملامح حقبة السيسي.
كلام فخامة الرئيس قابله المذيع رامى رضوان مقدم فقرة أسأل الرئيس بعبارة(ما شاء الله)، اما جمهور الحضور من المسئولين والشباب فقابلوا كلمات فخامة الرئيس بتصفيق حار.. غير اننى قابلت كلام الرئيس بمشاعر مختلفة وتفكير مختلف.. مثلا فكرت فى سؤال ماذا لو كنت مكان المذيع رامى رضوان؟! وهل كنت ساكتفى بتعليق ما شاء الله؟
ولاننى على البر فأنا عوام بل اننى من أبطال السباحة رغم اننى أغرق فى شبر مياه.. قلت احتراما لما تعلمته فى رحلتى الإعلامية، كان لزاما على أن انتهز كلمات فخامة الرئيس لتوليد بعض الاسئلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
فخامة الرئيس نعلم ضخامة المسئوليات الملقاة على عاتقك.. هل من الضرورى أن تقوم بكل شيئ بنفسك؟! ولماذا لا تفوض من تراه لافتتاح المشاريع التى لا تجد الوقت لافتتاحها بنفسك؟!
فخامة الرئيس سيادتكم وجهت الشكر لشعب مصر الذى وافق على التعديلات الدستورية وقلت لقد جبرتم بخاطري.. ومن بين تلك التعديلات تعيين نائب أو أكثر لرئيس الجمهورية، السؤال متى سيحدث ذلك فخامة الرئيس؟! وهل سيادتكم تبحث بالفعل عن من لديهم القدرة على تولى منصب النائب؟! وما هى المواصفات التى ترى ضرورة توافرها فى نائبك أو نوابك؟
والحقيقة أن ما فكرت فيه ينبع بالدرجة الأولى من إشفاقى على فخامة الرئيس الذى يحمل نفسه فوق ما تحتمل فقد أصبح المهندس الأول، وخبير الطرق الأول، والمهموم الأول بتطوير الصناعة والزراعة والتجارة واحترام آليات السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، بل إن فخامة الرئيس أدلى بدلوه فى تطوير منظومة كرة القدم، ومن قبل عرض أفكاره لتطوير الدراما المصرية.
وفى رأيى المتواضع أن فخامة الرئيس يجب أن يفوض بعض سلطاته لمساعديه وللسادة الوزراء، ولا بأس أن يقوم وزير الكهرباء بافتتاح محطة كهرباء، وأن يقوم وزير الزراعة بحضور احتفال بدء جنى محصول القطن.. ولا بأس أن يقوم وزير الصناعة مع وزير الزراعة بافتتاح مصنع للأسمدة، ولا بأس أن يكرم وزير الشباب والرياضة أبطال الرياضة الفائزين فى بطولات إقليمية وعالمية.. ولا بأس أن يقوم محافظ بافتتاح كوبرى جديد أو طريق جديد فى نطاق محافظته.
باختصار علينا إعمال اللامركزية واعطاء العيش لخبازه، ولا نحمل الرئيس فوق طاقته، ولعلنا نرى فى قادم الأيام نائبا أو أكثر لفخامة الرئيس - يقومون بمهام حقيقية دون الاقتصار على المهام البروتوكولية - إعمالا للتعديلات الدستورية التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من دستورنا.
---------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي.. غدا مع الباعة